تنزيل تحميل كتاب جعفر آل ياسين والريادة الفكرية في الفلسفة الإسلامية PDF مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةيعد المرحوم الأستاذ الدكتور “جعفر بن مرتضى آل ياسين”- (1932 _ 2008) علامة فلسفية بارزة في الدرس الفلسفي العراقي المعاصر، فضلاً عن العربي والإسلامي، وذلك لما قدمه من دراسات فلسفية معمقة في الفلسفة اليونانية، والإسلامية والتراث العربي الإسلامي، فهو من الذين تحدثوا عن أصالة وعظمة الفلسفة الإسلامية، وأنها وليدة أفكار إلهية تنبع من التكوين الديني الإسلامي لمؤسسي المدارس الفلسفية الإسلامية ؛ كالفارابي وابن سينا وغيرهم من عباقرة العالم الإسلامي.
ولم يقف إنتاج “جعفر آل ياسين” (مع حفظ الألقاب) على التأليف الفلسفي الإبداعي فقط، بل توجه صوب تحقيق النصوص الفلسفية لكبار الفلاسفة المسلمين، وقد توج توجهه العلمي في بداية حياته الفلسفية مثلما أشرنا إلى ذلك في بداية حديثنا عن سيرته العلمية إلى تحقيق نص ابن سينا في السماع الطبيعي من الشفاء، لينتقل بعدها إلى تحقيق رسائل الفارابي الفلسفية، ليكون الدكتور آل ياسين في تحقيقه لنصوص رسائل الفارابي أحد أهم المحققين العراقيين والعرب الذين أسهموا بجد في الكشف عن فلسفة الفارابي ونشرها،
فضلاً عن ابن بلده العلامة العراقي الكربلائي المرحوم الدكتور محسن مهدي (ت2007م)، والذي هو الآخر (د. محسن مهدي) قد حقق نصوصاً كثيرة للفارابي الفيلسوف ومنها كتاب الحروف، وكتاب الملة، وكتاب الألفاظ المستعملة في المنطق، وكتاب فلسفة أرسطو، ولربما وبحسب وجهة نظرنا المتواضعة، فإن المرحوم الدكتور محسن مهدي يحتاج هو الآخر دراسة فلسفية عراقية تظهر إسهاماته في نشر النصوص الفلسفية الفارابية.
لقد جمع ” جعفر آل ياسين ” في شخصه الكريم ، نزعة دينية أخلاقية نابعة من خلال تبنيه الاتجاه العقلي في تمحيص الفلسفة الإسلامية المرتبط بتصور شامل للعلوم الإسلامية الشرعية إلي جانب البحث الدقيق العميق ، تجلت هذه النزعة في نفسه الراضية المطمئنة ، وسلوكه الإسلامي الذي ألتزم به في الحياة العامة ، وكان تجسيد للفلسفة الإسلامية ، وعند المتخصصين في الفلسفة الإسلامية هناك علاقة قوية بين الجانبين ، فقد كان باحثاً فاحصاً محققاً، مثالاً، ونموذجاً وواقعياً حياً للخلق الإسلامي
علاوة علي تحلي ” جعفر آل ياسين ” بأدب جم يعكس معدنه الطاهر وتربيته العائلية فهو كما يقول أ . د. جعفر عبد المهدي صاحب:” نجل العلامة آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين.. لم اشعر بالملل قط من زياراته اليومية لبيتي أو الجلوس معه لساعات طويلة، وعلى العكس من ذلك كنت أتبرك بأنفاسه.. كان رحمه الله عزيز النفس رفيع الشأن غزير العلم يتوافد عليه طلبة الدراسات العليا من مختلف أنحاء ليبيا ،وقد تم تكليفه بأمانة الدراسات العليا في قسم الفلسفة بجامعتنا”.
وهو من جيل الكبار كما قال ا.د. علي المهرج من أمصال : مُحسن مهدي، وكامل مصطفى الشيبي، ومدني صالح، ونمير العاني، وحسام محيي الدين الآلوسي، وياسين خليل، وعرفان عبدالحميد، ولحق بهم عبد الأمير الأعسم، على ما بينهم من اختلاف، كل بحسب تخصصه وتوجهه المعرفي والأيديولوجي.
قال عنه أ.د حسن مجيد العبيدي قائلا بأن الدكتور جعفر مرتضى آل ياسين :” يحتاج منا نحن الدارسين للفلسفة في العراق المعاصر، المزيد من الاهتمام بما طرحه من آراء ومواقف فلسفية عديدة في كتبه، والكشف عن منهجه ومرجعياته الفكرية والفلسفية التي دفعته للاهتمام بالفلاسفة المسلمين والكشف عن أصالتهم وعبقرياتهم الفلسفية، كل ذلك بروح علمية وموضوعية تبغي الكشف عن الحقيقة ليس إلا، وغير مسبوقة بأحكام عن هذا الدارس المتفلسف أو غيره. لأن في هذا البحث عن هؤلاء المتفلسفة في العراق المعاصر إنما يقوم على رد الجميل لأهله، من هؤلاء الأساتذة الكبار الذين علمونا وعلموا الأجيال الطالية للفلسفة روح التفلسف الحقيقي والبحث في أصالة الفلسفة الإسلامية بخاصة.
ولد الدكتور ” جعفر آل ياسين ” في بغداد عام 1929 ، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة وبدرجة الشرف من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1953، ثم – عمل مدرسا على الملاك الثانوي للفترة من 18/10/1953 ولغاية 1/6/1958 في المدرسة النظامية ببغداد ، ثم نقل إلى رئاسة مجلس الخدمة العامة في 1/6/1958 ، ثم التحق بالبعثة العلمية لوزارة التربية بتاريخ 1/1/1959 إلى بريطانيا وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة بتاريخ 31/7/1962 من الكلية الملكية البريطانية التابعة لجامعة أكسفورد ، ثم أعيد تعيينه بوظيفة مدرس في كلية الآداب بتاريخ 25/9/1962 بموجب الأمر الجامعي 14655 في 25/9/1962.
تحميل كتاب جعفر آل ياسين والريادة الفكرية في الفلسفة الإسلامية PDF رابط مباشر PDF