تنزيل رفع اللهو في كشف مسائل السهو للشيخ الطاهر بن العبيدي 1886 1968م أستاذ التعليم العالي في أصول الفقه والفقه والمقارن
مدير معهد العلوم القانونية والإدارية سابقا، ورئيس تحرير مجلة البحوث والدراسات سابقا
مدير معهد العلوم الإسلامية، ومدير مخبر الدراسات الفقهية والقضائية بجامعة الوادي – الجزائرلما كانت الصلاة لها المكانة الرفيعة في الشريعة الإسلامية؛ كان من الواجب القيام بها على أحسن وجه، والتفقه في أحكامها المختلفة، والتي منها ما يتعلق بكيفية إصلاحها في حالات وقوع الخلل في الأداء؛ حيث إن السهو والنسيان ونحوهما مما يعتري البشر. لأجل هذا اشتغل فقهاء الإسلام قديما وحديثا ببيان أحكام الصلاة، والتي منها ما يتعلق ببيان سماحة الشريعة في مراعاة حالات الضعف الإنساني؛ فجاءت بالرّخص الشرعية، وبيان مختلف أحوال جبر الخطأ والسهو والنسيان بأيسر سبيل.
ومن مظاهر ذلك الاشتغال ما سجّله فقهاء المذهب المالكي بيانا لأحكام السّهو في المدوّنات الفقهية المطوّلة، ثم تخصيص رسائل صغيرة الحجم سهلة التداول تبين تلك الأحكام بأسلوب مبسّط لا يجد غير المتخصّص عناء في الفهم والتطبيق.
وهكذا ظهرت عدة رسائل فقهية في أحكام سجود السهو؛ منها على سبيل المثال: «المسلك البديع في أحكام السهو في الصلاة والترقيع» لأبي الحسن علي ابن يحي الهواري المالقي (القرن 9ﻫ)، و«العبقري في نظم حكم السهو في الصلاة» لمحمد بن أبّ المزمري (توفي 1160ﻫ)، وشرحه: «المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري في حكم السهو في الصلاة نظم سهو الشيخ الأخضري» لعبد الله محمد بن أبا عمر التواتي ثم التلاني، و«العقد الجوهري على النظم المسمى بالعبقري» لمولاي أحمد الطاهري الإدريسي الحسني(توفي 1399ﻫ)، و«قطف الزهو في أحكام سجود السهو» لمحمد بن رزق الطرهوني (معاصر)، و«التحذير من اللهو شرح سجود السهو» لأحمد عبد العال الطهطاوي (معاصر)، و«سجود السهو أو ترقيع الصلاة في المذهب المالكي» لأحمد مصطفى قاسم الطهطاوي (معاصر).
ومن الذين أسهموا بالكتابة في أحكام سجود السهو الشيخ الطاهر بن العُبيدي السُّوفي في رسالته: «رَفْعُ اللَّهْوِ في كَشْفِ مَسَائِلِ السَّهْوِ».
ويعتبر الشيخ العُبيدي من علماء الجزائر الكبار في العصر الحديث؛ حيث وصفه الشيخ عبد الحميد بن باديس (توفي 1358ﻫ) في خطابه له فقال: «إلى حضرةِ عَلَمِ العِلْم والفَضْل، ومعلَم الكرم والنُّبل، التَّقي الطاهرِ الأثوابِ، السَّري البارعِ الآدابِ، مُستحقِّ الشّكرِ منَّا بما لَهُ علينا من سابقِ الأيدِي، العَلَّامةُ الشيخُ سيدي أبي الطيب الطاهر العُبيدي. أدامه الله بدرًا طالعًا في هالة دَرْسهِ، وغَيثًا هامعًا يُحْيي رَبْعَ العِلمِ مِنْ بَعْدِ طَمْسِهِ، حتّى يبدِّل وَحْشَةَ قَطْرِهِ بِأُنْسِهِ، ويَجْنِــي مِنْ بَسَاتينِ تَلاميذِهِ ثَمَرَاتِ غَرْسِهِ…».( )
ولأجل إفادة القراء بتلك الرسالة، وإخراجها لدنيا الناس؛ اجتهدتُ في تحقيقها وتوثيقها والتعليق عليها، مع التقديم لها بدراسة تبين مكانة مؤلِّفها، وتعرِّف بجهده العلمي في تحريرها.
وانتظم عملي إجمالا في قسمين هما:
القسم الأول: دراسي؛ يتضمن التعريف بالشيخ الطاهر العبيدي وبرسالته «رفع اللهو في كشف مسائل السهو»، وبيان منهجه في تحريرها.
القسم الثاني: تحقيقي؛ نعرض فيه نص الرسالة والتعليق عليها.
رفع اللهو في كشف مسائل السهو للشيخ الطاهر بن العبيدي 1886 1968م رابط مباشر PDF