تنزيل الكافر في القرآن(كلام الله عن الكافر في الوحيين ) داعية إسلامى وكاتب ومؤلف له أكثر من 240كتاب فى شتى العلوم الاسلاميةالحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على سيد المرسلين ,سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد .
فإن الله خلق الخلق لعبادته وتوحيده فقال سبحانه وتعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) إلا ليوحدون ,
وخلق من أجل ذلك السموات والأرض , والجنة والنار ,وأرسل الرسل وأنزل الكتب ,كل ذلك سخره الله لخلقه حتى يعمروا الأرض بالتوحيد والحق والعدل , ورتب على ذلك الثواب والعقاب ,
فمنهم من أمن واهتدى واستقام على دين الله الذى ارتضاه الله لخلقه , وهو دين الإسلام ,الذى هو الاستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة والبراءة من الكفر وأهله ,
فمن عاش على هذا التوحيد ومات عليه ,فهو المسلم حقاً والمؤمن صدقاً ,وكانت له الجنة جزاءً من ربه
ومنهم من كفر وضل وانحرف عن دين الله ولم يقبل ولم يرضى بالإسلام ديناً ,ولا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ,واتبع هواه ,وانتكست فطرته التى فطره الله عليها وعاش على ذلك الكفر والانحراف ومات عليه ,فكانت النار جزاءً له وبئس المصير ,خالداً فيها أبدا .
ومع وضوح ذلك في القرآن الكريم ,وبيانه وتفسيره في السنة وكلام سيد المرسلين, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ,إلا أنه في عصرنا هذا نبتت نابتة سوء ممن ينتمون إلى الإسلام ,ويقرؤون كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , ومنهم من يحفظهما ويتكلم بهما ,تأثروا بالثقافة الغربية وانبهروا بها وبزخرفها الزائف ,وهذا من ضعفهم وضعف فهمهم للإسلام وهزيمتهم النفسية ,وبعدهم عن فهم الإسلام الصحيح ,فتركوا تعاليمه ومنهج دعوته ودعوا إلى الليبرالية والعلمانية والديمقراطية ,والحداثة والتنوير والتجديد , وكلها أفكار غربية منحرفة تدعوا إلى الحرية المطلقة والإباحية والخروج على عبودية الله والالتزام بشرعه , والمساواة بين المسلم والكافر , والرجل والمرأة ,ودعوا إلى المثلية في كل شيء ,فكانوا(كالأنعام بل هم أضل ) كما وصفهم الله تعالى .
وخطورة هؤلاء الضلال أنهم يتكلمون بألسنتنا ,ويخرجون على الناس في زي أهل العلم والدعاة إلى الاسلام ,فيميعون عقيدة الولاء والبراء ,بل يهدمون الدين في نفوس الشباب ,ويسلخونهم من دينهم ويغيرون فطرتهم باسم الدين والوسطية والاعتدال ومحاربة الارهاب والتطرف !
وأى إرهاب وتطرف أكبر من نشر الكفر والإلحاد والإفساد في الأرض وتسمية الكافر بغير اسمه الذى سماه الله ورسوله به ؟
فيسمونه الآخر !
ويسمون الكافر بالأخ ويفضلونه على إخوة الاسلام!
وينادون بحرية الاعتقاد وإبطال حد الردة ,وأن المسلم حر في اختيار الدين الذى يريده والمذهب الإلحادي الذى يختاره!
والمرأة المسلمة حرة في أن ترتبط بكافر يهودي أو نصراني أو ملحد لا حرج عليها في ذلك !
بل لا حرج عليها في أن تتزوج بامرأة مثلها !!
فالدعوة إلى المثلية الجنسية (يتزوج الرجل برجل مثله ,وتتزوج المرأة بإمرأة مثلها) وحرية الكفروتقليد الغرب الكافر في كفره وإلحاده هى دعوة لهدم الاسلام ,وهى دعوة{للأسف } مفتحة لها الأبواب في بلاد المسلمين هدفها إخراج المسلمين من دينهم وهدم عقيدتهم وتغيير فطرتهم وإخراج جيل لايعرف عن الإسلام إلا إسمه ,جيل غارق في الشهوات والملذات والملهيات ,ومن نجا منهم أغرقوه في الشبهات وظلمات الجهل والإلحاد .
فطعنوا في المسائل القطعية في دين الله وجعلوها مسائل خلافية تهويناً لها حتى يستهين المسلم بها ويظن أنها من المختلف فيه أو من مسائل الإجتهاد والخلاف الفقهى , وهى من الثوابت في دين الله التى لاخلاف فيها في الكتاب والسنة وعند الصحابة ورضى الله عنهم .
فخرج دعاة التغريب على الناس في الفضائيات التى سخرتها الأنظمة لفتنة الناس عن دينهم بحجة مسايرة الغرب والدعوة إلى الوسطية ,خرج هؤلاء على الناس باسم الدين فأحلوا وأباحوا المحرمات بحجة أنها مسائل خلافية !
مع أنهم لايستطيعون أن ينسبوا هذا الخلاف لله ولا لرسوله ولا لأحد من الصحابة رضى الله عنهم ,ولكنهم يأخذون زلات العلماء التى لايسلم منها بشر ويعتبرونها دليلاً حاكما ً على الكتاب والسنة ويقدمون زلات العلماء على فهم الصحابة رضى الله عنهم !
فخرج دعاة الضلال والفتنة في منابرهم التى سخروها لمحاربة الفضيلة وقالوا بحل الموسيقى والرقص والفجور والمجون والعرى والتعري تحضر
وأن الربا حلال وفوائد البنوك الربوية استثمار,والخمر والدخان مشروبات روحية , وأن الإختلاط والخلوة بالمرأة تقدم ومدنية
وأن كشف وجه المرأة هو الأصل والنقاب والحجاب بدعة وعادة جاهلية !
والطامة الكبرى أنهم يترحمون على هذا الكافر الذى مات على اليهودية أو مات على النصرانية ,يترحمون عليه مع أنه عاش طوال حياته يدعوا إلى الكفر والشرك ,يدعوا إلى أن عيسى هو الله ,وهو بن الله المخلص ويعتقد أن الله ثالث ثلاثة ,فكيف يكون في الجنة ؟وكيف لايخلد في النار وكيف لا نكفره والله عز وجل كفره وحكم عليه بالكفر والخلود في النار ,وأن الجنة عليه حرام ؟
قال الله ﵟ‌لَّقَدۡ ‌كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ١٧ ﵞ سورة المائدة
وقال سبحانه ﵟلَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ٧٢ لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ وَإِن لَّمۡ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٧٣ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٧٤ مَّا ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّيقَةٞۖ كَانَا يَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ ثُمَّ ٱنظُرۡ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ ٧٥ قُلۡ أَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗاۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٧٦ قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوٓاْ أَهۡوَآءَ قَوۡمٖ قَدۡ ضَلُّواْ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرٗا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ ٧٧ ﵞ سورة المائدة

ومن أجل التصدى لهذه الأفكار وإبطالها وتقوية العقيدة في نفوس المسلمين لابد من الرجوع إلى القرأن والسنة لابد من فهم كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والرجوع إلى فهم الصحابة رضى الله عنهم أجمعين والتقيد بفهمهم لنصوص الوحيين – القرأن والسنة – لأنهم أقدر الخلق على فهم كلام الله ورسوله – ويكفيهم أنهم كلهم عدول بتعديل الله لهم .
ويكفيهم أن الله رضى عنهم , وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى عنهم وأمرنا أن نتمسك بسنتهم وما كانوا عليه من علم وهدى واستقامة وأن لانخرج عن فهمهم لأنهم عاصروا التنزيل وزمن التشريع ,رضى الله عنهم .
ففي هذه الكتاب نبين باختصار وإيجاز موقف القرأن من الكافر :
ماهو الدين الحق الذى رضيه الله لخلقه؟
من هو الكافر؟
وأنواع الكفار
ومصير وجزاء من مات على الكفر
كل ذلك من كلام الله عز وجل , وما ثبت وصح من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أسـأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبل هذا العمل منا ويجعله خالصاً لوجهه وأن ينصر به الإسلام والمسلمين ,ويكف به شر الكفار والمعتدين ويقطع دابرهم ويبطل شبهتهم .
اللهم أمين .
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

عبد الله الغليفى .
الكافر في القرآن(كلام الله عن الكافر في الوحيين ) رابط مباشر PDF

رابط التحميل