تنزيل تحميل كتاب حسن العطار إمام المجددين وقائد ركب المصلحين ا pdf مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةمما لا يدع مجالا للشك أن نهضة مصر الحديثة التي صنعها “محمد علي باشا” ليست إلا تنفيذا عمليا لأفكار إمام المجددين وقائد ركب المصلحين الشيخ حسن العطار (1766 – 1835) ، شيخ الجامع الأزهر فى القرن التاسع عشر الميلادي، وواسطة العقد بين المثقفين الأزهريين فى عصره، والذي امتاز بقراءاته الواسعة العميقة للكتب العربية والمعربة فى زمانه، فقد كان يطرز الكتب التى يقرؤها بهوامشه وتعليقاته، وقاد العطار العقل الجمعى ليس فى الأزهر وحده ولكن فى مصر كلها نحو النهوض، فيقول قولته الشهيرة: “ إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ، ويتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس فيها”.
لقد كان العلامة العطار – رحمه الله تعالى – كان مدركاً لزمانه، قائماً بواجب الوقت، مستوعباً للأحداث على نحو يمكنه من أن يكون فاعلاً، ومؤثراَ، ومحركا لها، وكان مما يؤرق بال الشيخ العطار ما كان يراه من تخلف فكري، وركود عقلى فى أوساط العلماء الذين وقفوا مقلدين غير مجددين، ومن أجل ذلك تجده يدعو إلى تغيير هذه العقلية، حتى تكون قادرة على النهوض من حضيض التخلف الذى تعانيه الأمة فى شتى الميادين…
كما كان الشيخ حسن العطار أحد المشاركين الأساسيين لنهضة مصر الحديثة، وكان أول صوتٍ طالَب بإصلاح الأزهر الشريف وشدد على الاصلاح في الازهر بقوله “مَن تأمَّل ما سطَّرناه وما ذكرناه من التصدِّي لتراجم الأئمة الأعلام عرف أنهم مع رسوخ قدَمِهم في العلوم الشرعيَّة والأحكام الدينية لهم اطِّلاع على غيرها من العلوم، حتى في كتب المخالفين في العقائد والفروع، وقد انتهى الحال في زمنٍ وقعنا فيه من تقليد ونقل علوم، وجدنا أنَّ نسبتنا إليهم كنسبة عامَّة زمنهم، فإنَّ قصارى جهدنا هو النقل عنهم دون أنْ نخترع شيئًا من عند أنفسنا، وليتنا نصل إلى هذه المرتبة، بل اقتصرنا على النظر في كتبٍ محصورة.
ويكفى أن نعلم أنه ممن أشار على محمد على باشا لإرسال البعثات للتعلم فى الغرب ووجه تلميذه «رفاعة الطهطاوي» بتسجيل كل ما يراه فى فرنسا وكذا فعل مع تلميذه «عياد الطنطاوي» عندما وجه إلى روسيا فالعطار يؤمن بالتفاعل مع الآخر، والاستفادة من تجاربه، حتى أنك تجده مع بغضه للاحتلال الفرنسى لبلاده لم يقصر فى الاتصال بعلمائهم والبحث فى سر نهضتهم وقوتهم، فعرف من سر نهضتهم ما لم يعرفه غيره، واطلع على بعض علومهم، وشاهد بعض ابتكاراتهم العلمية والصناعية، وأبدى إعجابه بها ، وتمنى أن تكون لبلاده مثل هذه النهضة، ما أحوجنا أن نجعل من العطار أيقونة للنهضة فى بلادنا ونموذجا للتجسير الحضارى بين الشعوب عسى أن نعود بأمتنا وبلادنا إلى ركب الحضارة والمعارف والعلوم .
وفى عهده حاول أحد الطلاب أن يقتل الطبيب كلوت بك وهو يمارس تشريح جثة في مشرحة مدرسة الطب بأبي زعبل ، فهم بأن يطعنه بخنجره مرتين ولكن الطلاب حموه، من أن يصاب بسوء فوقف شيخ الأزهر “حسن العطار” في امتحان مدرسة الطب يصدع برأي الدين في تعليم الطب ويشيد بفائدته في تقدم الإنسانية فكانت هذه الشجاعة في إحقاق الحق بمثابة الفتوى التي اعتبرت نقطة انطلاق للتعليم الطبي، وذلك بفضل الله على لسانه.
ونادى بضرورة تغير مناهج الازهر ورسم برنامج هذا التغيير وأهمية وقيمة العلوم العصرية، وإلى البعد عن الجمود قد آتى ثمرته، وخاصة على يد تلميذه رفاعة الطهطاوي الذي كان رائد النهضة في العصر الحديث، ومن أقواله عن الاصلاح :” إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها”… ، “ومن سَمَتْ هِمته به إلى الاطلاع على غرائب المؤلفات، وعجائب المصنفات، انكشفت له حقائق كثير من دقائق العلوم، وتنزهت فكرته إن كانت سليمة في رياض الفهوم”,.. الخ.
وقد كتب عنه معاصره الشيخ محمد شهاب الشَّاعر قال: «كان آية في حِدة النظر وشدة الذكاء، وكان يزورنا ليلًا في بعض الأحيان فيتناول الكتاب الدقيق الخط الذي تعسَّر قراءته في وضَح النهار فيقرأ فيه على ضوء السراج، وربما استعار مني الكتابَ في مجلدين فلا يَلبَث عنده إلا أسبوعًا أو أسبوعين ويُعيده إليَّ وقد استوفى قراءتَه وكتب في طُرَره على كثير من مواضعه.»

تحميل كتاب حسن العطار إمام المجددين وقائد ركب المصلحين ا pdf رابط مباشر PDF

رابط التحميل