تنزيل كتاب-المرأة-بين-الشريعة-والحياة-pdf باحث في التنوير الإسلامي وحوار الأديان…
نشأ الدكتور محمد حبش في مدرسة عمه الشيخ أحمد كفتارو للعلوم الإسلامية في دمشق، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد سكر، كما درس العلوم الإسلامية في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد وحصل على درجة الإقراء بالقراءات المتواترة من شيوخ القراء ومن الفتوى السورية.
نال الإجازة في الشريعة من جامعة دمشق ثم تابع تحصيله العلمي ونال ثلاث درجات ليسانس في العلوم العربية والإسلامية من جامعات دمشق وطرابلس وبيروت كما حصل على الماجستير ونال الدكتوراه من جامعة القرآن الكريم في الخرطوم بإشراف الدكتور العلامة وهبة الزحيلي والدكتور العلامة محمد علي الإمام عام 1996، حيث بدأ بالتدريس الجامعي في جامعة دمشق وكلية الدعوة الإسلامية وأصول الدين بدمشق.
وفي عام 2010 أعلنت جامعة كرايوفا، أعرق الجامعات الرومانية أن رتبة دكتوراه الشرف قد خصصت للدكتور محمد حبش تقديراً لبحوثه ونشاطه في حوار الأديان وبشكل خاص كتابه سيرة الرسول محمد، وقد قامت الجامعة بترجمته للرومانية واعتبر مقرراً على طلبة كليات اللاهوت في الجامعة.
يتبنى الدكتور محمد حبش مشروع التجديد الديني ، وقد تخصص في التنوير الإسلامي وحوار الأديان، وقد تبنّى عدداً من قضايا التجديد الديني أهمها: رفض احتكار الخلاص، وتجديد فقه المرأة في الإسلام، وتعزيز المذهب الإنساني في الإسلام، وإحياء مصادر الشريعة الغائبة مما يعني منح دور أكبر في التشريع للعقل على حساب النص.
كان واعظاً وخطيباً وإماماً لثلاثين سنة في مسجد الزهراء بدمشق، ثم مؤسساً ومديراً لمعاهد القرآن الكريم في سوريا، ومستشاراً لمركز الدراسات الإسلامية، كما انتخب مرتين رئيساً لجمعية علماء الشريعة بدمشق بالإضافة لممارسته التأليف والشعر والكتابة.
تبنى في البرلمان عدداً من القضايا التشريعية والقانونية ومنها قانون الجنسية للمرأة السورية، وقانون الحضانة، وقانون تحسين رواتب الموظفين الدينيين، كما نجح في منع ظاهرة الإعلان عن الفحشاء في سوريا.
انتقل منذ 2012 إلى الإمارات وعمل بالتدريس الجامعي في جامعة أبو ظبي أستاذاً للفقه الإسلامي في كلية القانون، وكلية الآداب والعلوم.
حصل على جائزة رابطة كتب التجديد عن كتابه الدبلوماسية بدل الحرب 2017 و جوائز دولية عدة منها جوائز المسابقة الدولية للقرآن الكريم في السعودية وليبيا وإيران وغيرها كثير من جوائزَ أخرى…
أثار كتاب المرأة بين الشريعة والحياة زوبعة عنيفة من الردود والانتقادات، وتلقاه الشارع الإسلامي التقليدي بقدر غير قليل من الغضب والريبة، حيث اعتبر دراسة صادمة ، ومع أنه لا يتضمن الجديد من الاجتهادات غير أن مكان مؤلفه في الوسط الديني كمرشد وحافظ للقرآن الكريم أثار نقمة الشارع الديني الذي لم يتعود على قراءة هذه الأفكار من خريجي المعاهد التقليدية.
وقد صدر في أعقاب هذا الكتاب بيانان قاسيان الأول من الشيخ أحمد كفتارو والثاني من الشيخ البوطي وكلاهما يتهم المؤلف بالخروج على الثوابت الإسلامية.
ولكن المؤلف في الطبعات اللاحقة أكد التزامه بالثوابت الإسلامية ورغبته الأكيدة في الدفاع عن العفاف الاجتماعي، وأكد أن جميع الآراء الواردة في الكتاب هي من اختيارات الأئمة المحققين وليست من اجتهادات المتأخرين.
وأكد أن موقف الشيخ كفتارو الذي كان قد تجاوز التسعين من العمر هو نتيجة مؤامرة سيئة من المحيطين به الذين دفعوا ثمناً غالياً نتيجة عبثهم بمقدرات المؤسسة الإسلامية الكبيرة التي أقامها الشيخ وأعلن الدكتور حبش أنه لا يحمل المسؤولية لعمه الشيخ فيما جرى وإنما يتحملها فريق من العابثين سرعان ما زلت بهم القدم نتيجة أخطائهم الفاحشة التي ارتكبوها بحق منهج الشيخ في الاعتدال والتسامح واحترام الرأي الآخر.
طبع الكتاب نحو عشر طبعات واعتبر أحد كتب التنوير التي ساعدت في تمكين المرأة ونيل حقوقها في ضوء خيارات الأئمة المستنيرين من رجال الدعوة الإسلامية.
ظهرت عدة دراسات في نقد الكتاب أهمها كتاب للدكتور منير الشواف وآخر للشيخ بسام الزين بعنوان يا صديقي الحبش وقد اشتملت على ملاحظات جيدة أخذ المؤلف يبعضها وتمسك بموقفه في مسائل أخرى.
يقدم فكرة جيدة عن المراة وتختلف عن العادات والتقاليد ويشجع حرية المراةمقال يوسف فخرو عن الكتاب

فضيلة الشيخ
أشكركم جزيل الشكر على اللفتة الكريمة بخصوص الفيس بوك؛ مع أنكم ربما على علم بالصعوبات التي يمثلها حجب المواقع، وتجاوز الحجب، مع مزودات الخدمة المحليين. لكن في الواقع، لقد شجعتني رسالتكم على الكتابة إليكم. فقد قرأت كتابكم “المرأة بين الشريعة والحياة”، وقد ترددت في الكتابة إليكم عن صدى هذا الكتاب في نفسي…
-1-
وسبب ترددي في التعليق على الكتاب هو بالدرجة الأولى إحساسي بعدم الحاجة إلى التعليق من نوع النقد (الأدبي). فملاحظاتي (السلبية) كانت قليلة وغير ذات شأن فعلاً. [ربما فقط عند ذكر الأمثلة على تجاوزات وضرر التلفزيون ورد مثال “الرقص الفني على الجليد” وأنا أفضل بشدة ألا يكون هذا المثال موجوداً في هذا السياق، إذ أنه بغض النظر عن الموقف الذاتي أو النهائي من هذه الرياضة الفنية، لائحة الأسى التلفزيونية طويلة قبل الوصول إلى هذا البند.] أما اللمحات التي أعجبتني وأحسست أنها ممتازة فهي كثيرة، وهذا على مستويات المعلومة والصياغة والتحليل والاستقراء والاستنتاج، وغيرها. ولا أخفيكم أن هناك سبب آخر لهذا التردد، فبعد قراء كتاب من هذا النوع لا بد بالفعل أن يكون لدينا انطباع، ولو كلمة واحدة نقولها؛ وهذا السبب هو فرط الحذر والتردد الذي تعودنا عليه مع مثل هذه المواضيع…
-2-
في الحقيقة، كان الانطباع الأهم بعد قراء الكتاب بأن هذا كتاب جيد، أي جيد للمكتبة وللجيل. ولعلي قلت في نفسي، عسى أن يكون الدكتور “قد باع” على الأقل مليون نسخة من الكتاب. ثم مضيت في التفكير فقلت ربما كانت فكرة جيدة أن تتبنى وزارة التربية الكتاب وتجعله قراءة شبه أكيدة لطلاب المرحلة الثانوية؛ هذا بعد مراجعته من قبلة لجنة وزارية مختلطة أدبية وتربوية، ومناقشة المؤلف في نتائج مراجعتها. وهذا ربما مع جهد مماثل من وزارة الثقافة عبر قنواتها الرسمية وغير الرسمية. لكن بعد برهة فكرت بأن وزارة التربية ربما قد لا تهتم، أو لا تريد أن تهتم، أو قد لا تستطيع أن تهتم، وهو الأدهى. والحقيقة أني، على كل حال، فكرت بأن هذا المشروع يحتاج إلى طرف ثالث ينبه وزارة التربية إلى الإمكانية التربوية الكامنة في الكتاب وفكرت بأني يمكن أن أرسل شخصياً رسالة عبر موقع الوزارة على الإنترنت أو رسالة مفتوحة على سوريا-نيوز للوزير؛ وهنا كان أن فضلت “عدم كثر الغلبة”…
-3-
على صعيد شخصي أكثر، ساعدني جمع المعومات وتبويبها المريح والشيق في الكتاب على التفكر بدقة أكثر في طبيعة الدعوة المحمدية. في الواقع كنت قد قرأت سابقاً نسخة من موطأ الإمام مالك، كنت قد اشتريتها من مكتبات دمشق في العام الفائت؛ وقد أعجبني الكتاب كثيراً، ولفت نظري أدب الإمام مالك ومنهجيته (ورقته). وقد كنت في بعض الأحاديث مع زملاء أستخدم ما قرأته في كتاب الإمام لبيان التنوع الذي دافعتم عنه في كتابكم، على أن ذلك كان في المدينة المنورة نفسها وبعد حوالي قرن فقط على وفاة النبي؛ وقد كنت بالطبع أروج بحماسة لمالك وكتابه (مع الزملاء فقط!). لقد قدم لي كتابكم توسيعاً وتفصيلاً لهذه الأفكار، والتي قد شعرت أنها لا بد أن تكون موجودة في مكان ما في التاريخ والتراث الإسلامي. وقد اكتشفت بسعادة في كتابكم وجود مدرسة ظاهرية لم أكن قد سمعت بها من قبل؛ ولست مختصاً على الإطلاق، لكن هذه المعلومة تهمني بشكل عام، وربما تذكرون ما حدثتكم عنه بخصوص الصفة والوصوف في رسالة سابقة حين ذكرت لوحة الغليون الشهيرة للفنان السريالي البلجيكي مغريط. وبالنتيجة وصلت إلى التخمين بأن الإسلام كان منهجاً مفتوحاً منذ عهد الرسول! وأن الآية التي تقول “لا يؤمنوا حتى يحكموك فيما شجر بينهم” إنما تدل على أن الأصل كان التأول حول فكر مفتوح وأن هذا ما دفع بالحاجة إلى ضرورة وضع حد، عندما يلزم الأمر، عبر الأخذ والالتزام بحكم النبي ورأيه.
-3-
كما أن الإنسان ينبغي أن يكون غاية الحضارة ومنطلقها، فإن حال المرأة (وعلاقة الرجال بالسيدات) ينبغي أن تكون غاية الإصلاح الحضاري ومنطلقه. وهنا نتذكر رجال التنوير في مصر في منطلق القرن العشرين وعلى رأسهم قاسم أمين. ويمكن أيضاً أن نتذكر تلك المقولة العظيمة للفرنسية سيمون دوبوفوار “حررو نصف المجتمع (أي المرأة) لكي تحرروا النصف الآخر”.
مشكلة الحديث عن إصلاح حال المرأة هي عويصة بعض الشيء. خصوصاً في موضوع الحجاب وما شاكله. البارحة (18 آذار) قرأت في جريدة الحياة اللندنية (طبعة بيروت) حواراً أجراه صحفي سوري مع فرنسيس فوكويوما، أبو نهاية التاريخ المعروفة. والحوار معتدل جداً ولغته وصياغة أفكاره جيدة، وأنا أنصح به. المهم هنا أننا يجب أن ننتبه أننا منذ بداية التسعينات أمام فورة “إسلاموية”، وهذه الفورة قد، وعلى الأرجح لن تكون دائمة. وكما كان يكرر صديقي وأستاذي في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، الدكتور محي الدين وايناخ، “ليس المهم أن ما تقول يغير التاريخ؛ المهم ألا يغير التاريخ ما تقول”. وهي إذن هنا مشكلة “الدرجة” (أي القدْر) الدائمة. هذا يعني بالنسبة لي شخصياً أن الإصلاح (أي إصلاح) والحديث عن الإصلاح (أو أي حديث) يجب أن يكون أقرب إلى ما يمكن أن نسميه “الرقص الجميل”!
-4-
على نحو عملي أقول، إن إخفاء مفاتن المرأة لا يكون إلا بإخفاء جسدها وشكل جسمها بالكامل! أود أن آخذ مثالاً أحبه: رئيس الوزراء التركي رجل محترم في العالم كله ومحبوب في العالم (عفواً الوطن) العربي. حجاب السيدة زوجته أنيق ولكنه لا يخفي جمال هذه السيدة. بالمناسبة، السيدة أردوغان عربية (تركية)، وهذا ما يمكن أن نختفي وراءه لنتحدث عنها بعض الشيء، وبدافع المحبة، ومع كل الاحترام والتقدير. مع هذا لا أحد يستطيع أن يقول لها إن لباسك غير إسلامي يا سيدة. ولهذا بنظرنا ثلاث أسباب: أولاً ماعرف عن خط زوجها من تقدير والتزام بالهدي المحمدي. ثانياً، أنه لباس أنيق وبسيط، وهذا من جوهر الإسلام. (وربما من جوهر قيم الصحراء كما أُعلن في مهرجان الجنادرية في السعودية مؤخراً.) ثالثاً إنها تضع غطاء للرأس، وغطاء الرأس قد يكون أمر جيد عبر (وعابر) للتاريخ والجغرافية؛ لكنه هنا بالدرجة الأولى تعبير أو رمز؛ كأن يضع الرجل الهندوسي مسبحة، أو الصبية المسيحية صليب، الخ.
النتيجة من هذا القول هي الوجه الآخر لما قاله قاسم أمين؛ أي أن إصلاح حال المرأة هو من إصلاح حال المجتمع. وهذا يعني التركيز على ما هو أساسي وإن يكن بديهي، من قبيل: أن المرأة لا تستطيع أن تمارس عملاً عاماً وهي تضع النقاب، إذ أن من حق المراجع أن يرى وجه الموظف الذي يتحدث إليه وإلا كان من الأفضل وضع روبوت مكانه؛ أيضاً، أن الناس كانوا ولا زالوا وسيبقوا مختلفين في حساسيتهم للمواضيع الجنسية وأن الأصل في كل شيء هو الاحترام؛ وأن الأزمنة تتغير والأمكنة تتغير والأذواق تتغير والمعايير تتغير، و”يبقى وجه ربك”. وأسارع إلى القول بأن كتاباتكم، فضيلة الشيخ، توحي بهذه الأمور وتتضمن مثل هذه المعاني. وهذه فقط أمثلة.
*** *** ***
أعود إلى ما بدأت منه فأقول؛ إنك تستطيع أن تذهب إلى مكتبة في بلد متحضر فتقول للموظف أعطني واحد من الكتب التي تلخص الموضوع الفلاني في المرحلة الفلانية وهي مطبوعة طباعة غير تجارية مع صور ملونة ، الخ؛ فيعطيك ما تريد. السبب أن حضارة المجتمع مبنية وتتعزز باستمرار حول الإنسان وإنسانيته وحاجاته. وقد سعدت بكتابكم “المرأة بين الشريعة والحياة” لأنه واحد من الكتب التي يجب أن يذهب الناس لاقتنائها لأنها “لا بد أن تكون هناك في مكان ما”.
مع أطيب التحيات،
يوسفالمرأة التي نريد هي تلك التي تقف في مواجهة الوحي نفسه وتطالب بحقها حتى تناله من رسول اللهإن مسحاً سريعاً للأحداث الكبرى التي تعيشها المرأة في العالم الإسلامي يكشف لك عن التفاوت الهائل الذي تعيش المرأة ظروفه أو يفرض عليها تحت عباءة الشريعة.ولا زال في النفس كلام كثير عن عمل المرأة، وحقوقها وواجباتها، ودورها المجيد في الأمومة والتربية، والمظالم التي لحقت بها أرملة ومطلقة بل وزوجة أيضاً، إن في إطار القوانين التشريعية أو في إطار التطبيق العملي لهذه القوانين.إن إعراض الفقهاء عن الحديث عن الحب كثمرة مباشرة للخطوبة، ورابط أساس في الزواج، أدى إلى غربة هذه الكلمة، وصار مجرد إطلاقها في أي سياق يرتبط مباشرة بالعلاقات المحرمة التي تنشأ في الظلام، وترتبط مباشرة بالخيانة الزوجية.
كتاب-المرأة-بين-الشريعة-والحياة-pdf رابط مباشر PDF

رابط التحميل