تنزيل ماذا فعلوا في رمضان أستاذ مساعد عقيدة وفلسفة بجامعة الأزهرهذه صفحات قلائل عن أحوال السلف الصالح في رمضان، كيف كانت عبادتهم؟ ومدى إقبالهم على الطاعة في هذا الشهر الكريم، وشدة حرصهم على مضاعفة العمل فيه، خذها وضع أمامك وأنت تقرأها كلام شمس الدين التركستاني: ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليها.
بل واسمع كلام هذا العابد الذي يحضك على الغيرة من صنيعهم: لو أن رجلا سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غما، ما كان ذلك بكثير.
وإن كانوا قد سبقوا بالفضل فإن السائر على دربهم يوشك أن يصل إلى منزلتهم، وتأمل كلام أبي مسلم الخولاني: أيظن أصحاب محمد لى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا؟ كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالا.
ومهما فعل العبد من طاعات فإن ذلك قليل في حق الله تعالى، عن عتبة بن عبد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة”.
فلا يشعر العبد بحاجته إلى أن يستكثر من الطاعات –حتى وهو مقيم عليها طول عمره- إلا عندما يعاين ما أعده الله تعالى يوم القيامة من الثواب والعقاب.
وبعد فهذه أمثلة قليلة تنبئ عن مجمل أحوالهم، وتخبر عن مدى اجتهادهم وإقبالهم.
وقد التزمت بذكر عبادتهم في رمضان فقط، وإلا فأخبار عبادتهم عامة كثيرة وفيها من الاجتهاد الكثير.
ولم أعلق على أخبارهم بشيء لأن مجرد ذكرها فيه العظة لمن أراد اعتبارا.
ماذا فعلوا في رمضان رابط مباشر PDF