تنزيل ‏ أمراض أمتنا وحلولها السيرة الذاتية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
أما بعد فهذه سيرتي الذاتية باختصار مع شيء من إنجازاتي العلمية كتبتُها لأجل أن يقف عليها من ‏أراد، فنسأل الله أن يجعلنا من أهل العلم وأن يتقبلنا لديه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.‏
الاسم: الدكتور يوسف أحمد محمد الحسني، ولدت في مدينة طوسمريب حاضرة منطقة “غلمدغ” في ‏حدود عام 1963 أو قبلها بسنة ـ وأنا صومالي والسويدي الجنسية.‏
طلب العلم
طلبت العلم في بداية أمري على نظام الحلقات في المساجد الذي كان متَّبعاً لدى الصوماليين قبل ‏انتشار الجامعات، فتتلمذتُ على يد مجموعة من العلماء، وهبوا أنفسهم للعلم تعلُّماً وتعليماً طالبين ‏به وجه الله وأداءً للأمانة التي تحمَّلوها في تبليغ العلم.‏
بدأت في الطلب بعلوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة حتى أتيت على جميع الكتب التي كان الشيوخ ‏يُدرِّسُونها لطلابهم في الصومال.‏
الدراسة النظامية
بدأت الدراسة النظامية بدا من الابتدائية إلى المتوسطة في مدينة “بآلي” وأكملت الثانوية العامة في ‏طوسمريب، وبعد تخرجي التحقت بكلية الشريعة التابعة للجامعة الوطنية الصومالية، مقديشو ‏تحصلت على درجة بكالوريوس، ثم سافرت إلى باكستان فدرست مرحلة الماجستير الأدب العربي، ‏والدكتوراه ثم حصلتُ على الماجستير. ثم انتسبت إلى الجامعة المدينة العالمية ـ ماليزياـ وتحصلت منها ‏الدكتوراة “قسم اللغة العربية”‏
الوظائف التعليمية
‏1= قمت كمدرس فمديرا مدرسة “حمزة” في باكستان بين 1990 إلى 1997م
‏2- صرت إماما وخطيبا للمركز الإسلامي لأهل السنة والجماعة في السويد من عام 1999م إلى ‏يومنا هذا 2021م.‏
العقيدة
أنا في العقيدة على مذهب أهل السنة والجماعة، ولا أرى غيره جائزاً، فمذهب أهل السنة ليس ‏تنظيماً من التنظيمات، وإنما هو ترجمة حقيقية للإسلام، وليس حكرا على جماعة، ولا تنظيم بعينه.‏
الفقه
وأما في الفقه فقد قمت بدراسة الفقه على أصول مذهب الإمام الشافعي بحكم البلد الذي كنت ‏أعيش فيه، إذ هو المذهب المعمول به هناك ولكني لا أتقيد به الآن، بل ولا أرى التقليد جائزاً في ‏الشريعة الإسلامية لأحد من الأئمة غير الرسول، ولم يقل بجواز التقليد إمام من أئمة الإسلام، وإنما ‏هو شيء استحدثه الناس بعد منتصف القرن الثالث الهجري، وقد نهى عنه الأئمة الأربعة أنفسهم.‏
التجمعات الإسلامية:‏
اسعى جاهدا توحيد صفوف المسلمين، وتقريب وجهات نظرهم، ولا أعادي أحدا بسبب أمر ‏محتمل، أو مسألة في دائرة الاجتهاد، ولا أتحيز لمجموعة أو تنظيم بعينه، وأكره التعصب بغير حق. ‏
السياسة
أرى أن السياسة جزء من الإسلام، والفصل بينهما دين العلمانية، التي هي تركة الكنيسة، وعلينا ‏أن نفرق بين سياسة تخدم الإسلام وأهله، وسياسة تهدم الدين وتحارب أهله، ومما ألزمتُ به نفسي ‏أنني إذا لم أستطع أن أقوم بالحق وأجاهر به، فعلى الأقل لن أكون بوقاً للباطل، فإن بين العجز عن ‏القيام بالحق وبين الدفاع عن الباطل درجة وسطى وهي السكوت إلى أن تتهيأ الأمور.‏
ذكر بعض مؤلفاتي ‏
‏1ـ أحكام الولاية وإبطال المسافة، طبع في باكستان في عام 1995م.‏
‏2 ـ بيوت تشتعل من الداخل، طبع في مصر عام 2003م.‏
‏3ـ تحفة الأخلاء بتاريخ بقل صوم، طبع عام في مصر 2005م.‏
‏4ـ الأدب والأدباء من الصومال، طبع عام في باكستان 1996م.‏
‏5. قطف الأزهار من أحداث أيام الازدهار.‏
‏6. بغية المتفقه‏
‏7. لب أصول الفقه‏
‏8. الصومال الجديد.‏
‏9. بناء الجملة في الشعر العربي المعاصر في الصومال دراسة تركيبية
10- الصراع اللغوي.
11- فن التعامل مع المراهقين.
فلما زرت البلد بعد غياب طويل أردت أن أدون بعض ملاحظاتي، وأقدم حلولا لبعض ‏المشاكل التي وقفتُ عليها حسب ما ظهر لي؛ ولكنني قررت أن أدون هذه الأمراض وحلولها ‏بالطريقة التي ارتضيتها لنفسي، ولم اسلك طرق التأليف المعهودة والمناهج المطروقة، التي تبدد ‏الطاقات، وتضيع عمر القارئ بتعريفاتها طويلة، ومبالغاتها الظاهرة؛ رغم أهمية التعريفات؛ ‏لوقوف التصورات الصحيحة عليها، وتمييز العلوم بعضها عن بعض، ولكنها ليست ضرورية ‏في جميع الأحوال، وإنما يستعمل حسب الحاجة، وما لا تقتضيها الحاجة يعتبر تضييعا ‏للوقت، ونفخا للكتاب بما لا طائل تحته. ‏
وعلى هذا سأسوق أمراضا متعددة تعصف على بلدنا، وحلولَها بسياقات يفهم منها اللبيب ‏الخيط الذي يربط بين أجزاءها، وقد لا تظهر لغير المتأمل في أول الوهلة إلا بعد التأمل؛ ‏لأنني أردت أن أشير إلى الفكرة عن طرف خفي أحيانا؛ لاقتضاء المقام، وأصرحها تارة ‏أخرى؛ لدفع الاحتمالات عنها.‏
والأمراض التي نعانيها تنقسم إلى أمراض حقيقية أصلية وأعراض لهذه الأمراض؛ فإذا زالت أو ‏نقصت الأمراض الأصلية فإن الأعراض تختفي أو تنقص تبعا لها؛ وعليه يجب علينا أن نوجه ‏جهودنا نحو معالجة الأمراض الأصلية، وألّا نضيِّع أوقاتنا للصراع مع أمرض تابعة لها وليست ‏مستقلة.‏
إن بعض النخبة التي انهزمت نفسيا وثقافيا لتستغرب أن ندون مثل هذه الأفكار في هذا ‏الظرف الذي تعيش فيه أمتنا في ضعف شديد، وفشل ذريع في جميع المجالات، وهوان في كل ‏المحافل.‏
إنهم يستغربون تفاؤلنا، ويعتبرون أننا غير واقعيين، ويظنون أننا نغرد خارج السرب، وأنَّ رؤيتنا ‏هذه في هذا الظرف الراهن انتحارية، ومستحيل تحقيقها. ‏
ومن هذا المنطلق يفضلون المداهنة على التصريح، والترقيع على التأسيس، الأمر الذي فرض ‏عليهم أن يسبحوا مع التيار القوي الذي يحكم العالم، ويستعيروا عنه أفكاره واصطلاحاتِه، ‏ويحاولون استرضاه مهما كلفهم ذلك من تنازلات كثيرة، ويسمونها بالسياسة، ويوسمونها ‏بالكياسة؛ ولذلك يفضلون اصطلاح الديمقراطية من الشريعة، والمقاومة من الجهاد، والبرلمان ‏من الشورى، والهوية من الولاء، ويلهجون في كل مناسبة ” الديمقراطية” ولا يتجرؤون التفوه ‏بالشريعة، مع أنَّ الشريعة أوسع معنى، وأرحب فضاء، وأقضى مصلحة، وأقرب إلى القلوب، ‏وأسهل نطقا، وأقرب رحما، وبينها وبين الديمقراطية كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات ‏الصدع، ولكنهم يذهبون بعيدا، ويأتون غريبا، ويستوردون عنهم كل ما هب ودبّ، حتى لا ‏يثيروا حفيظة القوة الحاكمة، بينما نحن نرى أنه نفاق وخداع، والأمم الحرة تنطلق من ‏حضارتها، ولا تتنازل عن اصطلاحاتها التي تعكس على سلوكياتها، الواغلة في أرومتها، ‏والحمّالة عقيدتها، والحافظة لتأريخها.‏

‏ أمراض أمتنا وحلولها رابط مباشر PDF

رابط التحميل